مسؤولية النجوم المحترفين- بين التقدير والتراجع في الدوري السعودي

المؤلف: سلطان الزايدي11.08.2025
مسؤولية النجوم المحترفين- بين التقدير والتراجع في الدوري السعودي

من المسلم به أن اللاعبين الأجانب المحترفين يحصلون على مرتبات طائلة، ويُفترض فيهم أن يكونوا سفراء للمشروع الرياضي السعودي الطموح في كرة القدم، وأن يساهموا في صعود الدوري السعودي ليتبوأ مكانة مرموقة بين أهم الدوريات العالمية. ومن البديهي أن يستشعر هؤلاء النجوم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يرتقوا إلى مستوى التوقعات التي تتناسب مع ما يتقاضونه من أموال طائلة. فعندما يلحظ أحدهم تراجعًا أو وهنًا في مستواه الفني، يجب أن يسعى بدأب واجتهاد للعودة إلى سابق عهده، إدراكًا منه أنه لن يحظى بعقد احترافي بهذا الثراء الفاحش في أي مكان آخر. كل من لا يتعامل مع هذه الفرصة الذهبية بهذا المنطق السليم، ولا ينطلق من هذا التصور الواقعي، لا يستحق أن يبقى ضمن صفوف الفرق السعودية. وعلى الرغم من إدراكي التام بأن جميع الأندية، ولا سيما أندية النصر والهلال والأهلي والاتحاد التي أصبحت تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، تدرك تمام الإدراك هذه الحقيقة، إلا أن درجة التعامل معها تختلف من نادٍ إلى آخر. لذا، فمن الطبيعي أن نشهد انخفاضًا مؤقتًا في مستوى أداء بعض اللاعبين داخل أرض الملعب، ولكن من غير المقبول على الإطلاق أن يستمر هذا التدهور دون بذل أي جهد حقيقي لتصحيح المسار. ودون الخوض في ذكر الأسماء تحديدًا، فإن الحديث العام حول هذه النقطة بالذات قد يحفز البعض على استعادة مستواه المعهود بعد مباراة أو مباراتين، كما حدث مع «أندرسون تاليسكا» في النصر، و«كريم بنزيما» في الاتحاد، وغيرهما من النجوم. أما اللاعب الذي لا يشعر بثقل المسؤولية، ولا يعمل بجد على تطوير نفسه والارتقاء بمستواه، فإن استمراره في الفريق سيشكل خطرًا حقيقيًا على الأداء العام، وقد يكون سببًا في تذبذب النتائج وتراجعها. وبالتالي، فإن فكرة الاستغناء عنه يجب أن تكون مطروحة وبقوة. إن تطبيق هذا التوجه الحازم على أحد اللاعبين – في تصوري – سيرفع من مستوى الاهتمام والجدية لدى اللاعب المحترف الذي يقدر حق قدر قيمة العقد الذي يتقاضاه، وستصبح المسألة عنده أكثر أهمية، بل في قمة الأولويات. ومع مرور الوقت، سيقدم اللاعب النتيجة المرجوة منه. علمًا بأن النجم الذي يأتي إلى دورينا متعاليًا، ويشعر بأن وجوده هنا مجرد فرصة لكسب المال السريع دون بذل أي مجهود يُذكر، ليس من الحكمة الإبقاء عليه. ويجب على لجنة الاستقطابات أن تسعى جاهدة لاستبعاده، ففي ظل هذه العقلية المتغطرسة، لن يكون للصبر أي معنى، ولن يقدم الفائدة المنتظرة منه في المستقبل. ويبدو أن المحترف البرازيلي «نيمار» يمر بهذه المرحلة الحرجة، خاصةً في فترة العلاج والتعافي والعودة إلى الملاعب. فاهتمام اللاعب المصاب بصحته ولياقته البدنية أثناء فترة الإصابة يتضح جليًا بعد العودة إلى المستطيل الأخضر، وهذا ما لم نلحظه حتى الآن بعد عودة «نيمار».

دمتم سالمين،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة